Skip to main content
x

أوكرانيا: نازحون يصفون الهجمات الروسية المرعبة على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية

العودة

24 أيّار/مايو 2024

مسنّة منهارة أثناء عملية الإجلاء من مدينة فوفتشانسك مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية في منطقة خاركيف، أوكرانيا في 15 أيار/ مايو 2024. © Reuters Connect

تسلّط الشهادات التي جمعتها بعثة الأمم المتحدة لرصد حقوق الإنسان في أوكرانيا الضوء جهارًا على التأثير المرعب على المدنيين للتصعيد الأخير في الأعمال العدائية في شمال شرق البلاد، حيث سيطرت القوات المسلحة الروسية على عدة قرى.

وقد وصف الناس الذين فروا من هذه المناطق على طول خط المواجهة في منطقة خاركيف اضطرارهم إلى الاحتماء لأيام في أقبية باردة ومظلمة، من دون كهرباء ووسط قصف جوي مكثف وغارات بالطائرات بدون طيار ووابل من الصواريخ والقصف المدفعي.

وقد أصيبت المنازل والبنى التحتية المدنية بدمار هائل. وتم اقتلاع مجتمعات بأكملها من جذورها وتدميرها بالكامل، وتشريد أكثر من 10,000 شخص حتى اليوم.

وفقًا لبعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا، قُتل ما لا يقل عن 35 مدنيًا وأصيب 137 آخرين في منطقة خاركيف منذ أن شنت القوات المسلحة الروسية هجومها عبر الحدود في 10 أيار/ مايو. ومن بين القتلى والجرحى في المناطق الشمالية التي شهدت أعنف المعارك، تبيّن أنّ أكثر من نصف القتلى والجرحى هم فوق سن الستين. ويعكس ذلك العدد غير المتناسب من كبار السن في المناطق الحدودية ومناطق خط المواجهة، الذين كانوا في الكثير من الحالات إما غير قادرين على مغادرة منازلهم أو غير راغبين في ذلك، حتى في ظل تدهور الوضع الأمني السريع.

ومنذ 10 أيار/ مايو، أجرت فرق بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا مقابلات مع 90 مدنيًا نازحًا وزارت العديد من المواقع التي تعرضت للقصف.

ولم يتمكّن البعض من الوصول إلى المآوي أو حتى إلى الطوابق السفلية من المباني. ووصف الناس كيف شهدوا مقتل جيرانهم أو إصابتهم بجروح. وأخبر البعض أنّ الوضع كان سيئًا للغاية لدرجة أنهم قرروا المخاطرة بالسير لعدة كيلومترات من أجل بلوغ نقطة إجلاء.

كما واجهت السلطات المحلية والمتطوعون مخاطر جمّة في مساعدة الأشخاص المعرضين للخطر على الوصول إلى بر الأمان. ففي 16 أيار/ مايو، أصيب عاملان طبيان وسائقا سيارة إسعاف ومسؤول محلي أثناء محاولتهم إخراج المدنيين من قرية بوحيفكا.

وفي صباح يوم 19 أيار/ مايو، قصفت القوات المسلحة الروسية مركزًا ترفيهيًا في قرية تشيركاسكا لوزوفا بالقرب من مدينة خاركيف. وبعد أقل من 20 دقيقة، تعرّض الموقع للقصف مرة جديدة عندما كانت الشرطة والعاملون الطبيون متواجدين في المكان لإعانة الضحايا. وقد زار مراقبو بعثة رصد حقوق الإنسان في أوكرانيا الموقع ووثقوا مقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين وإصابة العشرات الآخرين.

ووصل العديد من الذين تم إجلاؤهم من فوفتشانسك ومناطق أخرى إلى مدينة خاركيف التي لا تزال تتعرض للاعتداء أيضًا. وفي خاركيف، وقعت عدة ضربات صاروخية يوم الخميس، حيث أفادت التقارير بمقتل سبعة مدنيين وإصابة 21 آخرين.

ندعو الاتحاد الروسي مجددًا إلى احترام جميع قواعد القانون الدولي المتعلقة بسير الأعمال العدائية احترامًا كاملًا، وإلى وقف اعتداءاته على أوكرانيا فورًا.

وفي العام الثالث من الهجوم المسلح الواسع النطاق الذي يشنه الاتحاد الروسي على أوكرانيا، من دون أن تلوح في الأفق أي نهاية مرتقبة، يستمر تدمير الأرواح والمنازل والمستقبل. وسيستمرّ الأثر الطويل الأمد لهذه الحرب لأجيال طويلة في أوكرانيا، حيث أن مهمة إعادة بناء المجتمعات المحطمة، وهي أصلًا من المهام العملاقة الشاقة، تزداد ضخامة مع مرور كل يوم من العنف والدمار.

العودة