بنغلاديش: خبيران من الأمم المتحدة يطلقان نداءً من أجل توفير تمويل فوري وتفادي تخفيض حصص الإعاشة المقدّمة إلى اللاجئين من الروهينغيا

جنيف (16 شباط/ فبراير 2023) - حذر خبيران من الأمم المتحدة* اليوم من العواقب الكارثية على اللاجئين من الروهينغا الهاربين من ميانمار والمقيمين في مخيمات في بنغلاديش، إذا ما تم تخفيض حجم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، وأطلقا نداءً عاجلاً لجمع التبرعات ودعم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ضمن إطار الاستجابة للاجئين من الروهنغيا.

وشدّد الخبيران قائلين: "يأتي التخفيض المخطط له في حصص الإعاشة نتيجة فشل المجتمع الدولي في توفير التمويل للمبادرات التي تلبي احتياجات اللاجئين من الروهينغا الأساسية، ما يحمل في طياته عواقب وخيمة. وسيتم خفض حصص الإعاشة المقدّمة إلى اللاجئين من الروهينغيا في الأسابيع القليلة المقبلة، أي قبيل شهر رمضان المبارك مباشرة. وهذا غير مقبول بتاتًا."

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه سيخفض حصص الإعاشة للاجئين من الروهينغيا بنسبة 17 في المائة في آذار/ مارس، كما حذر من أنه سيضطر إلى فرض تخفض إضافي أكثر جذرية بعد في حال لم يتم التعهد بتوفير تمويل جديد بحلول نيسان/ أبريل. وهو يناشد للحصول على تمويل بقيمة 125 مليون دولار أميركي لتفادي تخفيض الحصص.

وتابع الخبيران قائلين: "في حال تمّ تطبيق هذا التخفيض في الحصص، فهو سيطال أوّلاً الأشخاص الضعفاء الذين يعانون أصلاً من انعدام الأمن الغذائي. ولا تزال مستويات سوء التغذية الحاد مرتفعة، كما أنّ سوء التغذية المزمن متفشٍ بين اللاجئين من الروهينغيا في بنغلاديش، حيث يعاني أكثر من ثلث الأطفال من التقزم ونقص الوزن.

وأضاف الخبيران قائلين: "ستكون تداعيات هذا التخفيض فورية وطويلة الأمد، حيث لا يزال اللاجئون يعتمدون بشكل شبه كامل على هذه المساعدة لتلبية احتياجاتهم الغذائية."

وأكّدا قائلين: "تبقى الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأطفال دون سن الخامسة والمراهقات والحوامل والمرضعات، أكثر عرضة للخطر."

ثمّ اسفا قائلين: "لقد وقع اليوم الروهينغيا الناجون من الإبادة الجماعية التي شنها جيش ميانمار، ضحايا فشل المجتمع الدولي في ضمان حقهم الأساسي في الغذاء."

يؤدي خفض حجم المساعدات الغذائية الحيوية إلى تفاقم يأس اللاجئين، ما قد يولّد بدوره المزيد من العنف والاضطرابات في المخيمات. وشدّد الخبيران قائلين: " قد يؤدي ذلك أيضًا إلى عدد لا يحصى من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان، منها على سبيل المثال لا الحصر تفاقم خطر الاتجار بالبشر، لا سيما بين الأطفال من الذكور والإناث على حدّ سواء، وإلى دفع المزيد من اللاجئين إلى الانطلاق في رحلات بالقوارب محفوفة بالمخاطر.

وختم الخبيران قائلين: "في حين أن العديد من الدول قد دعت إلى تحقيق العدالة والمساءلة للروهينغيا، فإن من يعيشون في المخيمات يحتاجون إلى أكثر من مجرد كلمات وبيانات تضامن. ويحتاج اللاجئون من الروهينغيا إلى إجراءات فورية يتّخذها المجتمع الدولي تضمن تجنب عمليات الخفض هذه وعواقبها التي تمتدّ على أجيال طويلة. ولا يمكن للمخاطر الناتجة عن ذلك أن تكون أكبر من ذلك بعد."

انتهى

*الخبيران هما: مايكل فخري، المقرّر الخاص المعني بالحقّ في الغذاء؛

السيّد توماس أندروز (الولايات المتحدة الأميركية)، المقرر الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في ميانمار. والسيد أندروز عضو سابق في الكونغرس الأميركي عن ولاية ماين، وهو من كبار الزملاء في مجال حقوق الإنسان في كلية الحقوق في جامعة ييل، وأستاذ مساعد في مركز آسيا بجامعة هارفارد. وقد عمل مع المعهد الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية والبرلمانيين ومع عدد من المنظمات غير الحكومية والأحزاب السياسية في الكثير من البلدان، بما فيها كمبوديا وإندونيسيا والجزائر وكرواتيا وصربيا وأوكرانيا واليمن. وكان مستشارًا لحكومة الائتلاف الوطني لاتحاد بورما والشبكة الأوروبية البورمية، كما أدار منظمات غير حكومية، بما فيها Win Without War وUnited to End Genocide.

والخبراء جزء ممّا يُعرَف بالإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان. أمّا الإجراءات الخاصة فهي أكبر هيئة للخبراء المستقلّين في نظام الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان، وهي التسمية العامة لآليّات المجلس المستقلّة المعنيّة برصد حقوق الإنسان. والفريق العامل يقدّم التقارير إلى مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة. والمكلّفون بولاية بموجب الإجراءات الخاصة هم من الخبراء المستقلين في مجال حقوق الإنسان، يعيّنهم مجلس حقوق الإنسان لمعالجة قضية قطرية أو مواضيعية محدّدة، ويعملون في جميع أنحاء العالم. وهم ليسوا من موظّفي الأمم المتّحدة كما أنّهم مستقلّون عن أيّ حكومة ومنظّمة. ويقدّمون خدماتهم بصفتهم الفرديّة ولا يتقاضَون أجرًا لقاء العمل الذي يقومون به.