مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يعلّق على العملية الإسرائيلية في رفح

إن التوغل العسكري الواسع النطاق المحتمل في رفح، حيث يتزاحم نحو 1.5 مليون فلسطيني قبالة الحدود مع مصر، من دون أن يتوفّر لهم أي مكان آخر للفرار، لَمُرعبٌ للغاية، نظرًا إلى احتمال سقوط عدد كبير جدًا من المدنيين بين قتيل وجريح، ومعظمهم من الأطفال والنساء.

ومنذ وقت ليس ببعيد، حذّرتُ من هول المعاناة العصية على الفهم التي تواجه الفلسطينيين في غزة. أمّا اليوم وللأسف، من السهل للغاية تخيل ما قد يحدث في رفح نظرًا إلى المجزرة المرتكبة في غزة. فبالإضافة إلى الآلام والمعاناة الناجمة عن القنابل والرصاص، فإن هذا التوغل في رفح قد يعني أيضًا نهاية المساعدات الإنسانية الضئيلة التي كانت تدخل وتُوزع مع ما يترتب على ذلك من آثار مهولة على كامل غزة، بما في ذلك مئات الآلاف من الأشخاص المعرضين لخطر المجاعة والتجويع في الشمال. لقد حذّرَتْ مفوضيتُنا مرارًا وتكرارًا من الأعمال التي تنتهك قوانين الحرب. كما ينطوي احتمال تنفيذ مثل هذه العملية في رفح على خطر ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية في ظل الظروف الراهنة.

على إسرائيل أن تمتثل للأوامر المُلزمة قانونًا الصادرة عن محكمة العدل الدولية، ولكامل نطاق القانون الدولي الإنساني. لقد تم إنذار من يتحدون القانون الدولي. ويجب متابعة هذا الإنذار بالمساءلة.

وعلى العالم ألا يسمح بحدوث ذلك. وعلى أصحاب النفوذ أن يكبحوا جماح الأطراف المعنية بدلاً من تمكينها. ويجب فرض وقف فوري لإطلاق النار. ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين. ويجب التعبير عن تصميم جماعي متجدد للتوصل إلى حل سياسي.