البيانات المفوضية السامية لحقوق الإنسان
إحياء ذكرى من قُتِل أثناء خدمة حقوق الإنسان في مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان
19 آب/أغسطس 2021
بيان مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت
في 19 آب/ أغسطس 2021
أيّها الزملاء الأعزّاء،
شكرًا لانضمامكم إلينا اليوم.
نجتمع كلّ العام، في اليوم العالمي للعمل الإنساني، كي نتذكر زملاءنا الذين قُتلوا أثناء خدمتهم حقوق الإنسان تحت راية الأمم المتحدة.
فقبل 18 عامًا، في 19 آب/ أغسطس 2003، قُتل اثنا وعشرون زميلاً في تفجير إرهابي استهدف مقر الأمم المتحدة في بغداد. وقبل ذلك، قُتل خمسة من زملائنا في هجوم وقع في رواندا في العام 2011. وفي العام 2010، سقط اثنان آخران في زلزال هايتي. وأردِيَ اثنان آخران قتلاً بالرصاص في هجمات منفصلة بأفغانستان في العامين 2011 و2015.
ولقي العديد من موظفي الأمم المتحدة مصرعهم أثناء بذلهم كلّ جهد ممكن لتحويل العالم إلى مكان أفضل. لقد فقد عدد لا يحصى ولا يُعَدّ من المدافعين عن حقوق الإنسان أرواحهم في خدمة حقوق الإنسان.
نشعر بحزن لرحيلهم، ونشيد بشجاعتهم والتزامهم.
كما نحيّي زملاءنا الذين نجَوا من هذه الجرائم والمآسي، ومَن تركوا وراءهم من أفراد عائلة وأصدقاء وزملاء. وأقف اليوم بروح من التضامن مع مَن فقدوا مِن الحاضرين هنا أحباءهم في ذلك الانفجار المروع والزملاء الذين نجَوا، وما زالوا يحملون جراحًا وذكريات بسبب ذلك العمل الإجرامي.
نتذكر تفاني وقيادة سيرجيو فييرا دي ميلو وفريقه. نتذكر التزام زملائنا في رواندا وهايتي. نتذكر شغف زملائنا في أفغانستان.
نكرم إرثهم من خلال الارتقاء إلى مثالهم ومواصلة عملهم. ومن خلال الدفاع عن القيم العالمية لحقوق الإنسان. ومن خلال تجديد الزمالة التي تربطنا معًا كمجتمع بقيم مشتركة. ومن خلال الاهتمام ببعضنا البعض ودعم من يعاني التوتّر.
عملنا ينقذ الأرواح. عملنا يقضي على الكراهية والعنف. عملنا يولّد مجتمعات أفضل تتمتّع بقدر أكبر من الموارد، مجتمعات مآسيها محدودة، ويمكننا أنّ نمكّن الناس من التغلّب عليها.
إن حماية حقوق الأشخاص المعرضين لخطر الظلم تعني أيضًا أنّ نبذل المزيد من الجهود في ظلّ تفاقم المخاطر. وأن نقف إلى جانبهم وندعمهم. وأن نمضي قدمًا ونرفع صوتنا للمطالبة بالتغيير.
بالنسبة إلى من نتذكّرهم اليوم وإلى الكثيرين من بيننا، هذا هو عمل العمر، هذه هي الفرصة للمساعدة في تغيير حياة العديد من الناس، وهذه هي العطية التي تحفز وجودنا وتعطي هدفًا لحياتنا.
تطلب الأمم المتحدة من كل واحد منا أن يبذل قصارى جهده خلال أدائه وظيفته. لكننا نحتاج أيضًا إلى تقديم أفضل رعاية ممكنة لزملائنا.
لا يمكننا الوقاية من الصعوبات والصدمات، لا سيما في مهنتنا. ولكن يمكننا السعي للاستجابة لها بشكل أكثر احترافية، وتحسين النتائج، ودعم بعضنا البعض.
حَمَلَتْ السنة والنصف السنة الماضية تحديات جديدة لنا جميعًا. ولكن على الرغم من عمليات الحجر والإقفال، وانعدام الاتصال الاجتماعي، والابتعاد عن عائلاتنا وأحبائنا لفترات طويلة من الزمن، وعلى الرغم من الخسائر الأكثر مأساوية التي تكبدها بعضنا، نجحنا كمفوضية في الارتقاء إلى مستوى الأزمة. تكيّفنا وثابرنا وأنجزنا المهمة.
أنا ملتزمة بتوفير المشورة والرعاية المناسبتين لكل فرد منكم، بعيدًا عن أي وصمة عار، من أجل المساهمة في التعافي من الصدمات ومعالجتها، بما في ذلك في مواجهة الأفعال الكيدية، وفي دعم رفاهكم، إن في المنزل أو في المكتب، حتى نتمكن جميعًا من مواصلة عملنا الصعب.
تغمرني العواطف والفخر البالغ بكم، أنتم من يؤلّف هذه المفوضية، وبالشجاعة والتفاني اللذين تعبّرون عنهما يوميًا.
في ذكرى زملائنا الذين سقطوا، أشكركم جميعكم على خدمتكم.