قم ودافع عن حقوق الإنسان في الصحة ومن خلال الصحة
23 أيّار/مايو 2017
قال فريق خبراء رفيع المستوى معني بالصحة وحقوق الإنسان تابع للأمم المتحدة في تقرير حديث إن التآكل التدريجي لحقوق الإنسان الأساسية ورد الفعل العنيف ضد هذه الحقوق في أنحاء العالم يهددان صحة ورفاه جميع الأشخاص، مشيراً إلى أن إنكار حقوق الإنسان والافتقار إلى الصحة بالنسبة إلى النساء والأطفال والمراهقين حاد، بما يقلص الفرص وحتى أمد الحياة.
"لا تتوقف الصحة الجيدة على ملاحقة حقوق أخرى فحسب، بل هي أيضاً شرط ضروري لها. ولا يمكن التمتع بكامل حقوق الإنسان مثلما لا يمكن التمتع بكامل الصحة من دون الكرامة المدعومة بكل حقوق الإنسان الأخرى"، هذه هي الخلاصة التي توصل إليها الفريق العامل الرفيع المستوى المعني بالصحة وحقوق الإنسان في تقرير حديث بشأن الحصول على حقوق الإنسان في الصحة ومن خلال الصحة. ففي التقرير الذي نُشر هذا الشهر، يحث الفريق الحكومات على الاعتراف بالعلاقة المتكاملة ما بين الدفاع عن حقوق الإنسان وتحسين الصحة بشكل مستمر واحترامها، لا سيما بين النساء والأطفال والمراهقين.
وفي أثناء حدث نظِّم من أجل نشر التقرير في جنيف، دعا مفوض الأمم المتحدة السامي زيد رعد الحسين القادة كي يكونوا أكثر مسؤولية في دعم التزاماتهم في هذه المسألة. وقال "نناشد الجميع بأن يبذلوا المزيد من الجهود للدفاع عن حقوق الإنسان في الصحة ومن خلال الصحة". أضاف "آمل بكل صدق في أن يبرهن القادة عن إرادتهم السياسية – ليس من خلال قطع المزيد من الوعود والالتزامات فحسب – بل باتخاذ خطوات ملموسة من أجل المضي قدماً بتوصيات هذا التقرير".
القيادة ضرورية
من جهتها، أشارت تاريا هالونن، الرئيسة السابقة لفنلندا والرئيسة المشاركة للفريق إلى أن "القيادة تشكل مكوناً أساسياً لدفع خطة الصحة وحقوق الإنسان إلى الأمام". وقالت في الحدث "من خلال التصرف بحزم لدعم حقوق الإنسان والقادة – لا سيما على المستويين الوطني والمحلي – نستطيع أن نكون جيل القادة الذين يضعون حداً للمعاناة التي يمكن تفاديها وغير المقبولة، ومن خلال القيام بذلك، نستطيع أن نفض أيضاً قدرة بشرية هائلة".
وبالنسبة إلى النساء والأطفال والمراهقين، إن الرابط بين التمييز وإنكار الحقوق المعنية بالصحة حاد بشكل خاص، بحسب التقرير. فبالنسبة إلى النساء، يحد التنميط الجنساني من فرصهن ويزيد انتشار الممارسات التمييزية، على غرار طلب إذن الغير للحصول على الخدمات الصحية، ويقلص خياراتهن. ويواجه المراهقون عوائق محددة، لا سيما في ما يتعلق بالحصول على المعلومات والخدمات المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية.
الحاجة إلى العمل فوراً
بالرغم من مضي وقت طويل على الاعتراف بالحق في الصحة، بالإضافة إلى المعرفة والأدوات لتفعيل هذا الحق، إلا أن العمل لدعم الحقوق كان غائباً بشكل مخيب للآمال، بحسب هينا جيلاني، وهي عضو في Elders والرئيسة المشاركة للفريق. وقد قالت إن الملايين من النساء والأطفال والمراهقين يتعرضون لإنكار حقوقهم الأساسية، ما يؤدي إلى حدوث وفيات جراء أمراض يمكن تفاديها. أضافت "بالرغم من الاختراقات الطبية والإنجازات العلمية، إلا أن المجتمعات لا تزال تقلل من قيمة صحة وكرامة النساء والأطفال والمراهقين وتقوِّض حقوقهم وترفض مطالبهم المحقة".
ويدعو التقرير الحكومات إلى دعم الصحة من خلال تخصيص ما لا يقل عن خمسة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق على الصحة العامة، بالإضافة إلى تأمين انتشار أفضل وأوسع نطاقاً لتغطية الرعاية الصحية وحماية حقوق العاملين في المجال الصحي. يقول التقرير "نعلم ما يجب أن نفعله وكيفية ذلك". يضيف "نعلم السبب الذي يدفعنا إلى ذلك. نعلم أيضاً كيف يكون لذلك معنى مادي. ما نحتاج إليه هو المزيد من الالتزام والتحلي بالقيادة على المستوى السياسي بشكل ملموس ومستدام".
اطلعوا أكثر على كيفية الدفاع عن حق إنسان من خلال حملة قم اليوم ودافع عن حق إنسان.
اطلعوا على التقرير الكامل بشأن حقوق الإنسان في الصحة ومن خلال الصحة.
23 أيار/مايو 2017