شباب يمارسون الرياضة على طريقتهم من أجل مجتمع أفضل
10 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
في ملعب رياضي تحيط به جبال بيجي/بيك في كوسوفو*، تبذل مجموعة من الشباب أقصى جهدها في اللعب. لكن ثمة ما يتخطى لعبهم بهذه الحماسة للوهلة الأولى. ففي الوقت الذي يتبارى فيه هؤلاء الشباب راكضين خلف نظرائهم في الملعب، هم يتعلمون مسائل بشأن حقوق الإنسان.
لقد استضافت منظمة Play International، بدعم من عنصر حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو*، عطلة نهاية أسبوع تدريبية اجتمع فيها بعض الشباب من مختلف أطياف المجتمعات الأهلية في كوسوفو* من أجل التعلم بشأن القوانين والمبادىء المعنية بحقوق الإنسان، وذلك من خلال الألعاب بشكل رئيسي. وفي الوقت المتبقي من العام، سيكون لديهم عمل شاق بما أن المتطوعين منهم في Play International سيؤسسون نوادي لحقوق الإنسان في مدارسهم ومدنهم.
ولا يقدم عنصر حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو* الدعم المالي إلى Play International فحسب، بل يمدها أيضاً بالمشورة باستمرار حول كيفية إدماج حقوق الإنسان في الجهود المبذولة من أجل المصالحة. وأجرى الموظفون لشؤون حقوق الإنسان عدة دورات تدريبية بشأن النواحي الرئيسية لآليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وكيفية انعكاسها في الدستور في كوسوفو*. كما أن المنظمتان تعاونتا معاً في تطوير دليل حول كيفية إنشاء وإدارة ناد رياضي لحقوق الإنسان مع التركيز على المصالحة بشكل قوي.
وشاركت ماريغونا غاشي، البالغة من العمر 16 عاماً، والتي تعيش في سكندراج/سربيكا، في أول حدث من تنظيم Play International بهدف تعلم المزيد من الأدوات لمكافحة "العديد من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في كوسوفو*". وقالت "أعتقد أنها فكرة سديدة جداً أن نتعلم بعض الأشياء بممارستها كما أن الأمر يساعدنا على الاسترخاء". ومن أكثر المخاوف التي تختلج في نفس غاشي ارتفاع معدلات البطالة والتمييز على أساس التعليم. وهي تقول إنها مسرورة مع التقدم الذي أحرزته المرأة في ما يتعلق بالحصول على التعليم وفرص العمل.
أسمير فرانيسي، 25 عاماً، هو أيضاً أحد المتطوعين في مشروع النوادي الرياضية لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى عمله كمنسق في مشروع باسم "الرياضة من أجل الشباب" (Sprot4Youth) في العامين 2015 و2016، والذي يعنى بتنظيم النشاطات والتدريب في 12 مركزاً. وتطوع فرانيسي في المنظمة غير الحكومية أولاً بسبب اهتمامه بالرياضة، لكنه سرعان ما أدرك كيف أن الرياضة المفيدة كانت سبيلاً من أجل التعلم بشأن حقوق الإنسان وجمع المجتمعات الأهلية مع بعضها البعض.
وقال "بعد أن بدأت العمل مع المنظمة، أدركت مدى أهمية النشاطات الرياضية بالنسبة إلى الأطفال، وكيف أنني أستطيع أن أعلمهم مسألة أو مسألتين وأنني قد أكون شخصاً بمقدروهم الاتصال به". أضاف "هذا الأمر خلق لدي حافزاً لأصبح متطوعاً وأشترك في هذه النشاطات"، معتبراً في المقابل أن جمع الشباب المنتمين إلى خلفيات متنوعة مع بعضهم البعض شكل أيضاً خطوة حيوية. وتابع فرانيسي قائلاً "لم يحظ العديد من المتطوعين من مختلف المجتمعات الأهلية أبداً بفرصة اللقاء في ما بينهم. وساعدهم هذا الأمر على فهم بعضهم البعض بشكل أفضل وعلى فهم ثقافتهم. لقد كانت خطوة كبيرة جداً للجميع وأعتقد أننا جميعاً... اكتسبنا صداقات جديدة في مدن أخرى، بل أيضاً صداقات من مجتمعات أهلية مختلفة".
من جهتها، تؤكد مديرة المشاريع في Play International فالنتينا بيكالدي أن من شأن الرياضة والألعاب مساعدة الشباب على تعزيز لغة مشتركة. وقالت "نؤمن بقوة الرياضة كأداة من أجل جمع الناس مع بعضهم البعض والشباب مع بعضهم البعض من خلفيات متنوعة. فمن خلال الألعاب نستطيع أن نزيد التوعية بشأن بعض المواضيع... وإن حقوق الإنسان هي موضوع جوهري نستطيع مناقشته من خلال هذه المنهجية"، مشيرة إلى أن Play International لديها "تركيز قوي" على المجتمعات الأهلية وعلى ما يعنيه وجود مجموعة متعددة الأعراق. ووفق بيكالدي، يكمن الهدف النهائي في زيادة التوعية على نطاق أوسع وفي تشجيع الشباب على اتخاذ المبادرة على عاتقهم كمجموعات متعددة الأعراق. تضيف "المفعول النهائي يجب أن يكون أنه كلما ازدادت التوعية في المجتمع، ازداد احترام الناس لبعضهم البعض وانفتاحهم على الآخر".
وأوجدت الشراكة مع Play International سبيلاً جديداً لعنصر حقوق الإنسان التابع لبعثة الأمم المتحدة للإدارة المؤقتة في كوسوفو* للتواصل مع الشباب وتعزيز حقوق الإنسان. وتقوم الخطة الآن على إجراء جولة جديدة من النشاطات التي من شأنها أن توسع نطاق المشروع النموذجي في أنحاء كوسوفو*.
*يجب أن تُفهم الإشارة إلى كوسوفو بما يتوافق كلياً مع قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة 1244 (1999) مع عدم الإخلال بحالة كوسوفو.
10 تشرين الثاني/نوفمبر 2017