المنحدرون من أصل أفريقي يطالبون بالتحرك للقضاء على التمييز العنصري
22 آذار/مارس 2018
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أن مهمة تحقيق حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل أفريقي تحقيقاً كاملاً هي مهمة عاجلة تقع على عاتق البشرية جمعاء.
وجاء كلام المفوض السامي في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة إحياء ذكرى اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء في 21 آذار/مارس، حيث قال إن العنصرية لا تتسبب بإفقار الضحايا اقتصادياً فحسب، بل تضعف أيضاً روح الشخص الذي يمارس العنصرية وضميره.
وشدَّد المفوض السامي على أن "العنصرية تضر، إلا أن هذا الضرر لا يقتصر على حياة الأشخاص الذين يقاسونها، بل يشمل أيضاً المجتمع ككل"، لافتاً إلى أن "ردع أعداد كبيرة من الأشخاص عن تحقيق إمكانياتهم من شأنه أن يعيق تمتع الجميع بالتنمية الاقتصادية". وركز الحدث التذكاري على المساهمات والتحديات المرتبطة بأكثر من مئتي مليون شخص يعيشون خارج أفريقيا والذين يعرِّفون عن أنفسهم بأنهم منحدرين من أصل أفريقي.
وقال المفوض السامي إنه بالرغم من إلغاء الرق وتحقيق العديد من الانتصارات على الفصل العنصري الموثق واتخاذ تدابير جديدة للإدماج وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلا أن "المنحدرين من أصل أفريقي لا يزالون يواجهون العنصرية والتمييز العنصري في العديد من الظروف"، تغذيهما رسائل مفعمة بالخوف والعنف والتي يتم ترويجها بهدف تحقيق مكاسب سياسية.
وفي معرض النقاش حول طريقة فاعلة يتبعها المنحدرون من أصل أفريقي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، قال الناشط الأميركي المخضرم في مجال حقوق الإنسان والقس جسي جاكسون إن "الجهد والتفوق يعنيان الكثير، لكن الميراث وتيسير الوصول يحملان في طياتهما معانٍ أكبر بكثير". فمن دون تيسير الوصول إلى رأس المال والتكنولوجيا وغير ذلك من الفرص الاقتصادية، شرح أن مسألة أن يكون المرء "حراً ويتمتع بالمساواة هي غير كافية بشكل جذري"، مشدداً على أهمية المشاركة السياسية الديمقراطية كوسيلة يستخدمها المنحدرون من أصل أفريقي بهدف تحقيق حقوقهم الإنسانية.
من جهتها، تحدثت المغنية وكاتبة الأغاني ووزيرة الثقافة السابقة من البيرو، سوزانا باكا، عن تجاربها حول ماهية أن يكون المرء منحدراً من أصل أفريقي في مجتمع متعدد الثقافات. فأوضحت أن "العيش ببشرة سوداء في إطار من التنوع العرقي يمكن أن يكون قاسياً"، مشددةً مع ذلك على أن واقع أن يكون المرء أسود البشرة أو ذي إرث مختلط كان مصدر فخر كبير جداً. وقالت "لم أشاهد أمي تبكي يوماً لأنها سوداء"، بل إن تجربتها مدَّتها عوضاً عن ذلك بأساس لإرساء "التضامن والمسامحة"، ما جعلها محببة للأشخاص المحتاجين.
أما الصحافية والكاتبة ومخرجة الأفلام الفرنسية روخايا ديالو والمنشد المسيحي غوين دريسير، فقد شاركا الحضور بتجاربهما المؤلمة حول مواجهة التمييز العنصري المؤسسي، لافتين إلى أنه لا يمكن السماح للعنصرية بالتفاقم أكثر. بدورها، حدَّدت غاي ماك دوغال، وهي عضو في لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري، مسار التحرك الدولي لمناهضة التمييز العنصري، مشددةً على التأثير النابع من ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي يحتفل بذكرى مرور سبعين عاماً على إطلاقه هذه السنة، واتفاقية القضاء على التمييز العنصري بكافة أشكاله في عام 1965 وإعلان وخطة عمل ديربان لمناهضة العنصرية في عام 2001. وقالت "ينبغي علينا جميعاً أن نجدد التزامنا بالقضاء على هذا الانتهاك المشين".
22 آذار/مارس 2018