Skip to main content

الموسيقى في وجه التنمّر

19 تشرين الأول/أكتوبر 2018

عاش روبداريوس براون، المعروف فنيًّا بروبن أكس، وحيدًا. فقد وُلِد منذ 18 سنة لوالدَيْن محبَّين من منفس، تنيسي، الواقعة في الولايات المتّحدة. ولم تعامله أسرته يومًا على أنّه مختلف. لكنّ العالم الخارجيّ لم يكن بلطيف أبدًا معه.

وُلِد براون وهو يعاني المهق العينيّ الجلديّ، وهو حالة نادرة وراثيّة غير معدية، غالبًا ما يتسبّب بها نقص في صبغة الميلانين في الشعر والجلد والعينَيْن. وأكّد أنّ الشمس تؤلم عينَيه وتعيق نظره؛ وأنّ بشرته بيضاء لأنّها لا تحمل أيّ حماية من الشمس، ويوم واحد على الشاطئ كفيل بإحراق جلده؛ وأنّه يعيش كلّ يوم في الخوف من الإصابة بسرطان الجلد. وقد تعرض طوال حياته للتنمّر، وعاش طفولته بمعظمها حرينًا مكسور القلب.

ومنذ بضعة سنوات، أجرت إحدى المحطّات الإخباريّة المحليّة في مدينة منفس مسقط رأسه، مقابلة معه تناولت خلالها حبه للموسيقى، والتنمّر الذي تعرّض له، والهجمات التي واجهها بسبب إصابته بالمهق. وأراد أن يشارك قصته مع العالم. وتخرّج من المدرسة الثانويّة وأصبح رجلاً مستقلاً. وهو اليوم فنّان، ومثال يُحتَذى به، وناشط في مجال التوعية على المهق ومكافحة التنمّر.

وأعلن قائلاً: "ما حملني على التحدّث باسم الشباب وغيرهم من المصابين بالمهق هو أن أكون مثالاً يلجؤون إليه إن احتاجوا إلى توجيه أو مساعدة. أردتُ أن أحدث تغييرًا لأنني أعرف معنى الوحدة... أن تشعر بأنّك وحيدٌ في القاعة تضجّ بالكثير من الأشخاص."

والموسيقى أساسيّة في حياة براون. فعندما كان لا يزال صغيرًا، شكّلت وسيلةً يعتمدها ليخفّف من آلامه. وأخبر أنّه عندما أصبح مغني راب تمكّن من اكتساب ثقة بنفسه، وبالتالي من تكوين صداقات. وقال: "صرت أنا والأغاني واحدًا فساعدتني على تخطّي المصاعب."

وغالبًا ما يزور براون المدارس ليلقي محاضرات ملهمة يدعو فيها التلاميذ الصغار إلى التصدّي للتنمر. وأثناء هذه اللقاءات، يحاول التوعية على المهق. ويقول ممازحًا: "كنت مرّة أتحدّث في إحدى المدارس، فسألتني شابة إن أنا أبيض أم أسود. أجبتها بكلّ بساطة "أنا شوكولا أبيض" لأنّني شعرت بأنّه لا أهميّة أبدًا لهذا الجانب. أنا في الواقع أميركي من أصل إفريقيّ ولكنّنا جميعنا من الجنس نفسه، وهو الجنس البشريّ."

ويؤكّد براون أنه يوافق على العديد من مبادئ الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، ويُحتَفَل هذا العام بالذكرى الـ70 لاعتماده. ويقول: "تؤكّد المادة 19 مثلاً على حريّة التعبير. أوافق بشدة على هذه الفكرة على الرغم من أنّ بلادنا ضربت، في بعض الأحيان، بهذا المبدأ عرض الحائط، لكنّ هذا لا يغيّر أبدًا حقيقة أنّي أوافق تمامًا على ما جاء في المادة."

وفي العام 2015، برهن براون جليًّا التزامه بقيم الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان فأصبح بطلًا من أبطال حقوق الإنسان يدافع عن حقوق المصابين بالمهق. وشارك في حملة التوعية على حقوق الأشخاص المصابين بالمهق في جميع أنحاء العالم.

ويَعتبر براون أنّ التغيير يبدأ من داخل الإنسان. وكي تنجح في تغيير مجتمعك وزملائك، تحتاج إلى طاقة تنضح منك تبيّن للآخرين أنّك مستعدّ للخروج من القعر الموحل، وأنّك مستعدّ لبذل المزيد من الجهود. ويقول: "في نهاية المطاف، يلتحق الناس بقضيتك لأنّهم يكتشفون كم أنت متحمّس وشغوف. ويمكنك أن ترسم هذه الصورة في أذهانهم."


فيديو

الصفحة متوفرة باللغة: