إحاطات إعلامية المفوضية السامية لحقوق الإنسان
غزة: مشاهدات من الميدان
19 كانون الثاني/يناير 2024
من
أجيت سونغاي، مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة
المكان
رفح
إننا نقترب من منعطف آخر مريع في غزة: ما يقارب 25 ألف شخص قتلوا، حسب وزارة الصحة في غزة. سبعون في المئة منهم نساء وأطفال. كما وصل عدد الجرحى إلى 61,500 على الأقل. وهناك عدة آلاف آخرون تحت الأنقاض، يُتَوقع أن الكثير منهم قد لقوا حتفهم.
أنا موجود في قطاع غزة منذ يوم الاثنين - وحتى الآن ما زلتُ في رفح. سأشارككم ما شاهدته ولاحظته هنا.
ما زال الناس يصلون بالآلاف إلى رفح من أماكن مختلفة، في أوضاع يائسة، يقيمون ملاجئ مؤقتة من خلال استخدام أي مواد يمكنهم الحصول عليها. رأيتُ رجالاً وأطفالاً يحفرون الأرض لإخراج حجارة من أجل تثبيت الخيام المصنوعة من أكياس بلاستيكية. إنها أزمة حقوق إنسان هائلة، وكارثة إنسانية كبرى من صنع الإنسان.
تحتاج غزة إلى زيادة عاجلة في المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات اللازمة لتأمين الحماية للناس. الجو خانق هنا، إذ تسود الفوضى التامة بسبب الوضع الإنساني المروع ونقص الحاجات الأساسية والخوف والغضب اللذين يخيّمان. لا تزال الاتصالات منقطعة لليوم السادس على التوالي، ما يزيد من حالة الارتباك والخوف، ويمنع سكان غزة من الوصول إلى الخدمات والمعلومات حول المناطق التي يتم إخلاؤها.
يمكننا أن نشاهد ونسمع القصف العنيف على وسط غزة وخان يونس بوضوح من رفح، خاصة أثناء الليل، إذ أسمعُ القصف أحياناً عدة مرات في الساعة. من الواضح أن الليل هو أكثر الأوقات رعباً للناس، حتى في رفح. وأفكر أيضاً في أكثر من 100 مدني محتجزين كرهائن في غزة، غير مرئيين، يسمعون بالتأكيد نفس الأصوات ويشعرون بنفس الخوف.
خلال فترة وجودي هنا، تمكنتُ من مقابلة عددٍ من المعتقلين المفرج عنهم. هؤلاء رجال اعتقلتهم قوات الأمن الإسرائيلية في أماكن مجهولة لمدة تتراوح بين 30 و 55 يوماً. وصفوا تعرضهم للضرب والإذلال وسوء المعاملة، وإلى ما قد يرقى إلى التعذيب. أفادوا بأن أعينهم قد عصبت لفترات طويلة - بعضهم لعدة أيام متتالية. قال أحدهم إنه لم يستحم إلا مرة واحدة خلال 55 يوماً من الاحتجاز. وهناك تقارير عن رجال أُطلِق سراحهم في وقت لاحق – وهم يرتدون حفاضات فقط، دون أي ملابس مناسبة في هذا الطقس البارد.
ما أخبروني به يتسق مع التقارير التي جمعها مكتبنا عن اعتقال فلسطينيين على نطاق واسع، بمن فيهم الكثير من المدنيين، بشكل سري، وغالبا ما يتعرضون لسوء المعاملة، دون السماح لهم بالاتصال بعائلاتهم أو محاميهم ودون الحصول على حماية قضائية فعالة. لم تزود عائلات المعتقلين، الذين يعتقد أنهم بالآلاف، بمعلومات عن مصير أحبائهم أو مكانهم.
يجب على إسرائيل أن تتخذ خطواتٍ عاجلة لضمان معاملة جميع الموقوفين والمعتقلين وفقاً لمعايير القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاحترام الكامل لحقوقهم في الإجراءات القانونية الواجبة. وما لم تتمكن إسرائيل من إثبات وجود أسباب أمنية ملحة لإبقاء المعتقلين قيد الاحتجاز، فيجب توجيه الاتهام إليهم أو الإفراج عنهم. على السلطات الإسرائيلية ضمان حصول العائلات على معلومات عن أحبائها. ويجب إجراء تحقيق كامل وشفاف في جميع حالات سوء المعاملة أو التعذيب بحق المعتقلين أو المحتجزين، وإذا ثبت حدوثها، يجب اتخاذ إجراءات لضمان المساءلة ومنع تكرارها. ضحايا هذه الأفعال وعائلاتهم لهم الحق في الحقيقة والعدالة والتعويض.
ولا بد لي من أن أختم قبل كل شيء بنداء حار من غزة، من أجل وقف إطلاق النار لأسباب تتعلق بحقوق الإنسان ولأسباب إنسانية، ومن أجل إطلاق سراح جميع الرهائن. يجب ألا تصبح هذه الفظائع أمراً اعتيادياً.
للحصول على المزيد من المعلومات وطلبات وسائل الإعلام، الرجاء الاتّصال:
في جنيف:
رافينا شامداساني
+ 41 22 917 9169 / ravina.shamdasani@un.org
ليز ثروسل
+ 41 22 917 9296 / elizabeth.throssell@un.org
مارتا هورتادو
+ 41 22 917 9466 / marta.hurtadogomez@un.org
تابعونا وشاركوا أخبارنا على:
تويتر: @UNHumanRights
وفيسبوك: unitednationshumanrights
وانستغرام: @unitednationshumanrights