بيانات صحفية المفوضية السامية لحقوق الإنسان
جنوب السودان: تقرير للأمم المتحدة يحث على تحرير مئات المدنيين المختطفين
جنوب السودان
18 تشرين الأول/أكتوبر 2018
جنيف/جوبا (18 تشرين الأول/أكتوبر 2018) – وثَّق تقرير للأمم المتحدة معاناة المدنيين الشديدة في المنطقة غرب الاستوائية لجنوب السودان حيث تعرَّض 900 شخص للاختطاف فيما أُجبر 24 ألفاً على الفرار من بيوتهم خلال تفاقم أعمال العنف في الفترة الممتدة بين نيسان/أبريل وآب/أغسطس.
ففي نيسان/أبريل 2018، وبعد مضي شهور عدة من الهدوء النسبي، قام الجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض الموالي للزعيم رياك مشار بتكثيف الهجمات على القرى، مستهدفاً المدنيين في غبودو وتامبورا. كما ألحقت الهجمات التي شنَّها الجيش الشعبي لتحرير السودان بهدف طرد القوات التابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض الضرر بالمدنيين، بما أن هذه العمليات فشلت في التمييز بين المدنيين والمقاتلين، وفق التقرير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان.
وتشير الشهادات الموثقة للضحايا والشهود إلى أنه تمَّ استعراض النساء والفتيات اللواتي لا تتعدى أعمارهن 12 عاماً، المختطفات من قبل قوات المعارضة، ورصهنَّ في صفوف أمام القادة لاختيارهن "زوجات". أما اللواتي لم يقع عليهن الاختيار، فتُركن لمقاتلين آخرين قاموا باغتصابهن مراراً وتكراراً. وأُجبر الشباب والأطفال المختطفون بدورهم على أن يكونوا مقاتلين أو استُخدموا بمثابة عتالين.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه "لا يزال معظم المدنيين المختطفين، على حدِّ علمنا، في قبضة خاطفيهم. وينبغي على الجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض تحريرهم فوراً، الأطفال أولاً وقبل كل شيء"، مؤكدة أنه "في إطار إعادة إحياء عملية السلام، يجب على حكومة جنوب السودان أن تتحرك أيضاً لتقديم مرتكبي التجاوزات والانتهاكات المفصلة في هذا التقرير إلى المساءلة".
من جهته، أعرب ديفيد شيرير، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، عن خيبة أمله من أن تفاقم العنف حصل فيما كانت القوات المتحاربة تتفاوض بشأن اتفاق سلام جديد وبالرغم من جهود المصالحة الإيجابية المبذولة في المجتمع المتضرر آنذاك. وقال "تمَّ توقيع اتفاق سلام جديد، ما يضع العبء والمسؤولية على عاتق الأطراف المتحاربة لضمان عدم ارتكاب أي أعمال وحشية مستقبلاً. وسترصد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان عن كثب احتمالية وقوع أي انتهاكات وتجاوزات".
ووثَّق التقرير هجمات الجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض على ما لا يقل من 28 قرية ومركز للأشخاص المشردين داخلياً ومخيم للاجئين في غبودو وتامبورا. وحصلت خلال هذه الهجمات تجاوزات خطيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك أعمال قتل غير مشروعة وعمليات خطف واغتصاب واسترقاق جنسي وتجنيد قسري وتدمير للممتلكات.
وحدَّدت شعبة حقوق الإنسان التابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ثلاثة قادة من الجيش الشعبي لتحرير السودان المعارض تولوا، وفقاً للادعاءات، قيادة القوات التي ارتكبت هذه الانتهاكات والسيطرة عليها، ما قد يرقى إلى جرائم حرب. كما نفذَّت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان عمليات عسكرية اتصفت بارتكاب انتهاكات خطيرة، بما في ذلك أعمال قتل غير مشروعة وتدمير لممتلكات المدنيين، خصوصاً في محيط ناجيرو في أيار/مايو 2018.
ومن بين توصياته، يدعو التقرير إلى المساءلة وتعزيز برامج التعافي وبناء القدرة على الصمود لإعادة تحقيق إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية، خصوصاً الدعم الطبي والنفسي للناجين من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، ولتأمين البدائل الاقتصادية للمقاتلين من الشباب.
انتهى
اقرأ
التقرير الكامل
مخططات معلومات بيانية بشأن التقرير
تسجيل فيديو ومقابلة مع رئيس شعبة حقوق الإنسان لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان
خريطة تفاعلية بشأن المنطقة التي يغطيها التقرير
للحصول على معلومات إضافيّة، الرجاء الاتّصال بـ:
في جنيف: روبرت كولفيل (+41 22 917 9767 /
rcolville@ohchr.org) أو رافينا شامداساني (+41 22 917 9169 /
rshamdasani@ohchr.org ) أو ليز ثروسيل ( +41 22 917 9466/ethrossell@ohchr.org)
في جوبا: فرنشسكا مولد (+211 91 217 0273 /
mold2@un.org)
تصادف سنة 2018 الذكرى الـ70 للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، الذي اعتمدته منظّمة الأمم المتّحدة في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 1948. والإعلان العالميّ – وقد تُرجم إلى عدد قياسي من اللغات يتخطّى الـ500 لغة – متجذّر في المبدأ القائل إنّ "جميع الناس يولدون أحرارًا في الكرامة والحقوق". وهو لا يزال مهمًّا كلّ يوم وبالنسبة إلى كلّ إنسان. تكريمًا للذكرى الـ70 لهذه الوثيقة العظيمة التأثير، ومنعًا لتآكل مبادئها الأساسيّة، نحثّ كلّ فرد أينما وجد كي يقوم ويدافع عن حقوق الإنسان: www.standup4humanrights.org.
تابعونا وشاركوا أخبارنا على تويتر @UNHumanRights وفايسبوك unitednationshumanrights