Skip to main content

البيانات والخطابات المفوضية السامية لحقوق الإنسان

الناشف تشيد بـ"القوّة الهائلة للمنتدى الدائم المعني بالمنحدرين من أصل أفريقي الكامنة في الدعوة إلى الاجتماعات وعقدها"

16 نيسان/أبريل 2024

أدلى/ت به

نائبة المفوّض السامي لحقوق الإنسان ندى الناشف

في

افتتاح الجلسة الرفيعة المستوى من الدورة الـ3 للمنتدى الدائم المعني بالمنحدرين من أصل أفريقي

سيّدتي رئيسة الدورة
سيّدي الرئيس،
أصحاب السعادة،
أيها المشاركون الكرام،

يشرّفني أن أقف أمامكم اليوم وسط هذا العدد الكبير من القادة والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء المناهضين للعنصرية، المشاركين في هذه الدورة الـ3 لمنتدى الأمم المتحدة الدائم المعني بالمنحدرين من أصل أفريقي.

واسمحوا لي أن أشيد أوّلًا بالتزامكم الحازم ونضالكم الدؤوب من أجل الكرامة وحقوق الإنسان والإنصاف للمنحدرين من أصل أفريقي في جميع أنحاء العالم.

ومن الواضح جليًا أنّ المنتدى الدائم قد ساهم في بناء الزخم المطلوب للنهوض بخطّة العدالة العرقية للمنحدرين من أصل أفريقي. فانعقاد هذه الدورة الـ3 للمنتدى، في غضون أقلّ من عامين على انطلاق أعماله، خير دليل على التقدم السريع الذي أحرزه وإمكانات انتشاره على نطاق واسع. لقد فرض المنتدى نفسه كقوة هائلة للدعوة إلى الاجتماعات وعقدها، عندما أصبح يُعترف به اليوم من دون أدنى شكّ بأنّه أكبر منبر للمنحدرين من أصل أفريقي في الأمم المتحدة.

فإلى جانب الإجراءات العامة التي ستستمر في هذه القاعة، يعقد أكثر من 70 حدثًا جانبيًا، معظمها من الفعاليات الحضورية، في قصر الأمم بالطبع، لكن أيضًا في جميع أنحاء جنيف وفي مناطق مختلفة من العالم، ما يبيّن جهودًا ملحوظة تساهم في مضاعفة التزامنا الجماعي ومداه وتأثيره.

وقد نظر المنتدى الدائم في دورتَيه الأوليين في العنصرية النظمية والعدل المناخي والعدالة التعويضية وصحة المنحدرين من أصل أفريقي، بالإضافة إلى مواضيع أخرى متنوّعة. أمّا هذه الدورة الـ3 فتركّز على الشواغل الأساسية في مجال حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل أفريقي. كما تتعمّق أكثر في مواضيع مهمة أخرى، منها التعليم والثقافة، وتتناول أيضًا في سياق مناقشات حثيثة، التعويضات والعدالة الاقتصادية والتنمية المستدامة للمنحدرين من أصل أفريقي. ويجب أن تسعى الدول الأعضاء على تنفيذ التوصيات التي ستنبثق عن هذه المناقشات كي تصبح مجدية وذات مغذى. ففي خلاف ذلك، لن نتمكّن من أن نضمن إعمال جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمنحدرين من أصل أفريقي إعمالاً كاملاً وبمنأى عن أي تمييز أو تحيّز.

يضطلع المنتدى الدائم أيضًا بدور حاسم في إثراء العملية الحكومية الدولية المتعلقة بإعداد إعلان الأمم المتحدة بشأن تعزيز حقوق الإنسان للمنحدرين من أصل أفريقي وحمايتها واحترامها بالكامل، نظرًا إلى انخراطه مع المجتمع المدني والتماسه آراء المنحدرين من أصل أفريقي وتسخير تطلعاتهم على الصعيد العالمي. ولا شك في أن هذه العملية ستعزّز أكثر بعد الإطار الدولي لحقوق الإنسان للمنحدرين من أصل أفريقي. وأحثّ الدول الأعضاء على المشاركة بنشاط في هذه المناقشات كي نتمكن من تحويل هذا الإعلان إلى واقع ملموس.

ومع اقتراب العقد الدولي للسكان المنحدرين من أصل أفريقي من نهايته، من الضروري للغاية أن نقيّم ما سمعناه من رئيس الجمعية العامة. كما أن المناقشات التي جرت بعد ظهر يوم الخميس حول هذا الموضوع بالذات فستساهم بالتأكيد في رسم مسار واضح للمضي قدمًا. ومن جهته، أعرب المفوض السامي وهو منسق العقد الدولي، عن دعمه لتمديد العقد إلى عقد ثان، تمامًا كما فعلت آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المناهضة للعنصرية. ونتطلع إلى نتائج مناقشات هذه الدورة، وسنتابع المناقشات الحكومية الدولية المتعلقة بالعقد الدولي طوال هذا العام.

وفي هذا السياق، فإن ضمان المشاركة المجدية والشاملة والآمنة للمنحدرين من أصل أفريقي في الحياة العامة أمر ضروري في مكافحة العنصرية النظمية. وتشكل المذكرة التوجيهية التي أصدرها المفوض السامي مؤخرًا أداة تستخدمها الدول وأصحاب المصلحة الآخرين للتأكد من قدرتنا على تحقيق هذا الهدف الحاسم. وعلى نطاق أوسع، تواصل مفوضيتنا بذل جهود حثيثة لتحقيق تغيير تحويلي من أجل العدالة والمساواة العرقيتَيْن. وكي يكون هذا التغيير تحويليًا بكلّ ما للكلمة من معنى، يجب أن يرتكز على التزام جماعي مستمر وإجراءات جماعية مستدامة.

يشكّل حضوركم الحيوي والحازم هنا اليوم دعوة مدوية من أجل العدالة والمساواة العرقيّتَيْن من جهة، لكن أيضًا من أجل جبر الضرر والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان من جهة أخرى. إنها دعوة لمعالجة الموروثات التاريخية الطويلة الأمد للاستعباد والاستعمار، التي لا تزال تغذي العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب، بالإضافة إلى عدم المساواة المأساوية التي لا تزال قائمة حتّى يوم هذا.

أتمنى لكم جميعًا دورة ناجحة ومثمرة وآمل أن ترسم الأيام الأربعة المقبلة العديد من المسارات الجديدة والأنشطة الدعوية المبتكرة، فتدفعنا نحو تغيير يطبع حياة المنحدرين من أصل أفريقي في جميع أنحاء العالم.

وشكرًا.

الصفحة متوفرة باللغة: