مهمة امرأة للقضاء على التقليد المتعلق بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث في مجتمعها المحلي الكيني
21 آب/أغسطس 2013
من المقدر أن أكثر من 125 مليون فتاة وامرأة في 29 بلداً تعرضن لتشويه/بترالأعضاء التناسلية للإناث وأن 30 مليون فتاة وامرأة ما زلن معرضات لخطر تشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث في العقد المقبل، وفقاً للدراسة التي أجرتها مؤخراً اليونيسيف عن تشويه/بتر الأعضاء التناسلية. ونايس نايلانتي لينجيت، وهي امرأة من السكان الأصليين عمرها 22 عاماً من كينيا، تعمل في مجتمعها المحلي ماساي على وقف ممارسة الطقس التقليدي المتمثل في تشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث.
"نحن شعب فخور...فخور بتقاليدنا وهويتنا،" قالت لينجيتمؤخراً في الكلمة الرئيسية التي ألقتها في المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان المعني بالمؤتمر الدولي للسكان والتنمية بعد عام 2014. "غير أننا، في عملية صون ثقافتنا، أخذنا بنظام يحرم المرأة من حقوق الإنسان الأساسية: الحق في التحكم في جسمها، والحق في التعليم، والحق في اختيار الشخص الذي تتزوجه وتحديد الموعد الذي تتزوج فيه، والحق في التعبير عن رأي."
والمؤتمر الدولي لحقوق الإنسان المعني بالمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، الذي عُقد في هولندا في أوائل تموز/يوليه، استضافته حكومة هولندا بالاشتراك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.وفي إطار تكليف الأمم المتحدة باستعراض تنفيذ برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية لعام 1994، تناول المؤتمر القضايا الحالية في مجال تعزيز الحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية من خلال حلقات نقاش وحلقات عمل تفاعلية.
وأثناء اختتام المؤتمر، تناولت نائبة مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فلافيا بانسيري، التقدم الذي أُحرز في الأعوام العشرين الماضية، وكذلك "الأعمال غير المكتملة" في مجالات الحقوق المتعلقة بالصحة الإنجابية والجنسية، بما في ذلك زواج الأطفال المبكر وتعليم المرأة والعنف الجنسي. وقالت "هذا يعني أنه يظل لدينا عمل يتعين أن نقوم بهما دام هناك حتى ولو حق واحد لشخص واحد يجري قمعه."
وقالت أيضاً ماريجك ويجروكس، رئيسة المؤتمر ونائبة مدير التنمية الاجتماعية وسفيرة هولندا المعنية بمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وبالحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، إن انتهاكات حقوق الإنسان لا يمكن تبريرها باسم الثقافة أو التقاليد. "والحقوق المتعلقة بالحياة الجنسية والإنجاب حقوق إنسان عالمية، مما يعني أنها حق لكل إنسان، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الأصل الإثنيأو الدين أو الرأي السياسي أو غير السياسي أو أي وضع آخر،" قالت ويجروكس.
وطبقاً لما أوردته اليونيسيف، فإن ممارسة تشويه/بترالأعضاء التناسلية للإناث تتناقص بشدة. وقد أجرت اليونسيف دراسة عن تشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث على مدى 20 عاماً في 29 بلداً في جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط. وكشف التقرير للمرة الأولى عن مدى اتساع انتشار الممارسة والأسباب في أن الممارسة ما زالت متفشية. وطبقاً للدراسة، فإن الجيل الجديد من الفتيات سيكون احتمال تعرضه لتشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث أقل لأنهن أكثر تعليماً وإدراكاً للمخاطر. وعلى الرغم من حدوث تحول في الموقف إزاء تشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث، فإن القبول الاجتماعي هو السبب الرئيسي لتأييد الناس لهذه الممارسة. ولكن المواقف إزاء الممارسة تتغير ببطء. ففي كينيا، على سبيل المثال، لا ترى 59 في المائة من الفتيات والنساء اللواتي جرى بتر أعضائهن التناسلية أي فائدة لتشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث.
وتثير التوصية العامة رقم 14 للجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة شواغل إزاء الممارسة المستمرة لتشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث وتدعو الدول إلى "أن تتخذ تدابير مناسبة وفعالة للقضاء على ممارسة ختان الإناث."
بيد أن الممارسة ما زالت مستمرة. ووفقاً لما ذكرته لينجيت، فإن فتيات ماساي اللائي لا تتجاوز أعمارهن 12 سنة يُحرَمن من حقوقهن الإنسانية الأساسية عندما يتعرضن لتشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث ويُطلب منهن ترك المدرسة ويُجبرن على الزواج مبكراً. وقد تمكنت لينجيت من أن تسلك مساراً مختلفاً لآنها أصبحت يتيمة وهي في الثامنة من عمرها، وهو ما معناه أنها لم يكن لديها والدان يفرضانه عليها. وقالت "بالتأكيد حاول عمي تدبيره، وإرغامي فعلاً على الخضوع للبتر، ولكنني قاومت. وفررت."
وفي عام 2008، فتح مجتمعها المحلي مجالاً أمامها عندما أُعطيت فرصة للمشاركة في مشروع الصحة الإنجابية للشباب الرحل، وهو برنامج ترعاه المؤسسة الأفريقية للطب والبحوث التي توفر التدريب بشأن المخاطر الصحية التي تنجم عن تشويه/بتر الأعضاء التناسلية للإناث والزواج المبكر. وهذا هو الوقت الذي بدأت فيه تفهم أهمية الحقوق المتعلقة بالصحة الجنسية. وعرفت أيضاً أن من الحيوي توعية نساء ماساي بحريتهن في الاختيار.
"كنت أعرف أن التغيير يجب أن يأتي من داخل المجتمعات المحلية،" قالت لينجيت. وسرعان ما أدركت أنه يتعين عليها، لإحداث هذا التغيير، أن تذهب إلى الشيوخ وتتقاسم معهم ما تعلمته أثناء تدريبها.وقالت "المذهل أنهم أصغوا. وبالنسبة لي، هذا شيء جيد."وتمكن الشيوخ من توصيلها بالموران، وهم شباب ماساي الذين سيصبحون في نهاية المطاف القادة في هذا المجتمع المحلي. "من غير الحصول على دعمهم، كان استحداث تقاليد جديدة سيبوء بالفشل،" أوضحت لينجيت.
وعندما أعطاها زعيم الموران العصا السوداء التي ترمز إلى القيادة، عرفت أنها حققت إنجازاً كبيراً. "ساعدت الموران على فهم ضرورة استخدام الرفالات، والتماس العلاج من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وإجراء اختبارات فيروس نقص المناعة البشرية،" قالتلينجيت. "وطلبت منهم دعم الطقوس الانتقالية الجديدة التي كنا نستحدثها من أجل النساء." وهي تواصل الدفاع عن النساء في مجتمعها المحلي وتوعيتهن بحقوقهن.
وقالت لينجيت إن دافعها الشخصي إلى أن تكون حازمة في مجتمع محلي يهيمن عليه الذكور هو الإيمان بمعرفة أن النساء يمكن في نهاية المطاف النظر إليهن على أنهن بشر وأن "الفتيات يمكن أن يصبحن نساءً من غير البتر."
21 آب/أغسطس 2013