خبيرة أممية تحثّ على مكافحة التمييز ضدّ كبار السنّ والتمييز القائم على السنّ
01 تشرين الأول/أكتوبر 2021
أكّدت كلوديا ماهلر قائلة: "تشكّل مكافحة التمييز ضدّ كبار السنّ والقضاء على التمييز القائم على السن نقطة انطلاق لتمتع كبار السنّ بجميع حقوق الإنسان. ولا يمكن صون الكرامات وتحقيق المساواة في الحقوق إذا ما استمر اعتبار كبار السن كمجرّد مستفيدين من الرعاية والدعم اللذين يولدان ضغوطًا متزايدة على الميزانيات والموارد."
وقد أدلت الخبيرة المستقلة المعنية بتمتع كبار السن بجميع حقوق الإنسان، السيّدة ماهلر، ببيانها هذا في معرض تقديمها آخر تقرير أعدّته، إلى الدورة 48 لمجلس حقوق الإنسان المنعقد في جنيف بسويسرا.
وعرّفت الخبيرة التمييز ضدّ كبار السنّ بأنّه عبارة عن قوالب نمطية وشكل من أشكال التحيّز و/ أو الأفعال أو الممارسات التمييزية ضدّ كبار السن تقوم على العمر الزمني أو على تصوّر مفاده أن الشخص "كبير في السنّ".
وفي وقت سابق من هذا العام، أوضح أول تقرير عالمي للأمم المتحدة عن التمييز ضدّ كبار السنّ أن نصف سكان العالم يمارسون التمييز ضد كبار السن.
يسلط تقرير ماهلر الضوء على أن السياسات والقوانين غالبًا ما تعكس تصورات معمّمة لكبار السن تعتبرهم متلقين للمساعدة والرعاية فحسب، "في حين أنّهم يمثّلون الشريحة الأكثر تباينًا وتنوعًا بين سكان العالم".
أمّا مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، فناقشت في حدث جانبي التقرير وتوصياته، وقالت: "إن التمييز ضد كبار السن متفشٍّ للغاية في مجتمعنا لدرجة أنه لا يتم الاعتراف به ولا التصدّي له.
فمن أجل مكافحته، علينا أن نغيّر طريقة تفكيرنا وأن نتصدّى للخطاب الذي يعتبر كبار السن من العاجزين وغير المستقلّين والضعفاء."
آثار التمييز ضدّ كبار السنّ
اعتبرت ماهلر أنّ التمييز ضدّ كبار السنّ والتمييز القائم على السنّ "يشكلان الواقع الذي يعيشه كبار السن يوميًا." وأكّدت أنّ المرضى الأكبر سنًا في الرعاية الصحية قد يتعرضون للغة تتّسم بالاستخفاف والتعالي يستخدمها مهنيي الرعاية الصحية، وأنّه يمكن أن يُنظَر إليهم على أنهم "غير مهمين ويمكن التخلص منهم ويشكلون عبئًا على المجتمع"، ما يؤدي إلى العنف وسوء المعاملة والإهمال.
وأشار التقرير أيضًا إلى أنّه غالبًا ما لا تأخذ سياسات وخطط الطوارئ في الاعتبار حالة كبار السن واحتياجاتهم، ما قد يؤدي إلى عدم كفاية الخدمات وتدابير الإغاثة، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على حياتهم وصحتهم.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدّي التمييز ضدّ كبار السنّ إلى تفاقم أشكال أخرى من أوجه عدم المساواة تقوم على أساس نوع الجنس والإعاقة والهوية الجنسانية والتوجه الجنسي والأصل العرقي وغيرها من العوامل الأخرى. وشدّد التقرير على أنّ تحقيق إمكانات إطالة العمر والعيش في كرامة ومساواة، ينطوي على معالجة الطريقة التي تتقاطع بها الشيخوخة مع أشكال أخرى من عدم التمييز، على غرار التمييز العنصري والتحيّز الجنساني والتمييز ضدّ الأشخاص ذوي الإعاقة.
تحوّل النموذج القائم من الضرورات الملحّة
سلّط التقرير الضوء على الضرورة الملحة للقضاء على التمييز ضدّ كبار السنّ والتمييز القائم على السن. وشدّدت ماهلر على ضرورة اعتماد نهج قائم على حقوق الإنسان للانتقال من نموذج الرعاية الاجتماعية "إلى نموذج يعترف بكبار السن كأصحاب حقوق ويضمن لهم الكرامة والمساواة والمشاركة وحرية التصرف والاستقلالية طوال حياتهم."
تحقيقًا لهذه الغاية، يوصي التقرير الدول بأن تسرِّع وضع السياسات والقوانين والتدابير العملية لمكافحة جميع أشكال التمييز ضد كبار السن والتمييز القائم على السن.
كما دعت ماهلر إلى إبرام معاهدة دولية شاملة بشأن حقوق الإنسان لكبار السن، من شأنها أن تحظّر أي شكل من أشكال التمييز على أساس العمر وأن توفر معايير ومبادئ توجيهية حول كيفية "تعزيز حقوق الإنسان لكبار السن وإعمالها وحمايتها بشكل عملي وفعال."
وأضافت ميشيل باشيليت أنه يجب إدماج أصوات كبار السن ووجهات نظرهم وخبراتهم في صنع السياسات، لا سيما حيث يكون الأكبر سنًّا من الأكثر تضررًا.
وختمت قائلة: "تصبح المجتمعات الأكثر شمولاً وإنصافًا ومراعاة للمسنين، أكثر قدرة على المواجهة والصمود وأكثر استدامة وأمانًا وعدالة."