بيانات صحفية المفوضية السامية لحقوق الإنسان
جنوب السودان: مدنيون منهكون وخائفون ومشردون في إقليم أعالي النيل تحت خطر التعرض للمزيد من العنف
جنوب السودان: رحلات مرعبة
04 أيّار/مايو 2017
جنيف (4 أيار/مايو 2017) – حثَّ مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين يوم الخميس حكومة جنوب السودان على وقف أي هجمات عسكرية إضافية على بلدة أبوروك الواقعة على الضفة الغربية لنهر النيل في إقليم أعالي النيل. وتضم البلدة ما بين 35,000 و50,000 نسمة، وصلوا في غالبيتهم إليها خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن خاضوا رحلات مرعبة سيراً على الأقدام لمسافة تفوق 150 كيلومتراً، في أعقاب هجمات نفذها الجيش الشعبي لتحرير السودان* على مناطق إلى الجنوب من بلدة أبوروك. ويجد المدنيون في بلدة أبوروك أنفسهم الآن في مناطق تخضع لسيطرة الجماعة المسلحة المعارضة، أي الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان - المعارضة*، في مواجهة هجوم عسكري ينفذه الجيش الشعبي لتحرير السودان.
وثمة مخاوف من أن الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان – المعارضة قد موضعت نفسها على مقربة من مناطق المدنيين، بما يجعل المدنيين عرضة للضرر بوضوح في حال قيام الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات التابعة له بأي هجوم. في غضون ذلك، أفيد أن الجيش الشعبي لتحرير السودان يضم مجندين جدداً من عرق الدينكا من إقليم بحر الغزال الواقع غرب البلاد، مع الإشارة إلى أن معظم المدنيين في أبوروك ينتمون إلى عرق الشلك.
وقال زيد "إن المدنيين في أبوروك عرضة لخطر جدي ووشيك لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وعنف بين الأعراق وإعادة التشريد". أضاف "هؤلاء هم أشخاص هربوا من بلدات مثل تونغا وكودوك باتجاه الجنوب في ظل أكثر الظروف رعباً، مرغمين على السير في الأدغال لمسافة تفوق 150 كيلومتراً تحت وطأة درجات حرارة حارقة. وأفيد أن المئات لاقوا حتفهم على الطريق بسبب الجفاف والإرهاق. وانتهى الباقي منهم بالوصول إلى أبوروك التي يواجهون فيها، منهكين وخائفين، أعمال عنف خطيرة ونقصاً في الغذاء والمياه والرعاية الصحية". وتابع "هؤلاء هم نساء وأطفال ورجال تحت رحمة قادة عسكريين، ينتمون إلى طرفي الانقسام السياسي القائم، والذين أظهروا باستمرار اهتماماً ضئيلاً أو معدوماً بحماية المدنيين".
وحثَّ المفوض السامي الحكومة على الالتزام بالتعهدات التي قام بها الرئيس سالفا كير في 25 آذار/مارس، حين التزم بالإعلان عن وقف أحادي لإطلاق النار وبالعمل على التزام سياسي لوضع حدٍّ للنزاع. ودعا المفوض السامي جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتخاذ كل التدابير الوقائية المجدية للحؤول دون وقوع إصابات بين المدنيين.
وقال زيد "لم يعد المدنيون في أبوروك يمتلكون أي مكان يذهبون إليه، فيما الجيش الشعبي لتحرير السودان يحاصرهم من الجنوب والخيارات بالهرب نحو الشمال محدودة جداً ومحفوفة بالمخاطر". أضاف "أحث الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان – المعارضة على أن تضمن أن تكون المناطق التي تضم أكبر عدد من المدنيين، بما في ذلك أبوروك، مجردة من السلاح وأن تُتخذ تدابير لضمان حماية المدنيين تحت سيطرتها". كما دعا المفوض السامي الحكومة إلى أن تمنح بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إمكانية الوصول إلى أبوروك وكودوك وإلى أن تضمن أن الوكالات الإنسانية قادرة على تسليم المساعدات الضرورية إلى السكان المشردين داخلياً.
انتهى
*يمثل الجيش الشعبي لتحرير السودان القوات الحكومية المسلحة. أما القوات المسلحة المعارضة، فهي معروفة باسم الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان – المعارضة.
للحصول على مزيد من المعلومات ولطلبات وسائل الإعلام، الرجاء الاتصال بــ:
رافينا شامداساني (+41 22 917 91 69 /
rshamdasani@ohchr.org) أو روبرت كولفيل (+41 22 917 97 67 /
rcolville@ohchr.org), أو ليز ثروسيل (+41 22 917 94 66 /
ethrossell@ohchr.org)
تابعونا وشاركوا أخبارنا على تويتر @UNHumanRights وفايسبوك unitednationshumanrights