Skip to main content

إنّ المدافعين عن الحقوق الثقافية، أي المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يناصرون الحقوق الثقافية وفقًا للمعايير الدولية، هم فئة بالغة الأهمية من بين المدافعين عن حقوق الإنسان. وعملهم في كل منطقة من مناطق العالم ضروري لتنفيذ جزء لا يتجزأ من الإطار العالمي لحقوق الإنسان، أي الحقوق الثقافية.

مَن مِن الممكن اعتبارهم من المدافعين عن الحقوق الثقافية؟

وفقًا للإعلان المتعلق بحق ومسؤولية الأفراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية المعترف بها عالميًا (الإعلان المتعلق بالمدافعين عن حقوق الإنسان)، يمكن للمدافعين عن حقوق الإنسان أن يكونوا أفرادًا أو مجموعات أو جمعيات يساهمون سلميًا في تعزيز حقوق الإنسان والتخلص بفعالية من جميع أشكال انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعوب والأفراد. ويجب على المدافعين عن الحقوق الثقافية التسليم بعالمية حقوق الإنسان، كما ينصّ عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأن يتصرفوا وفقًا للمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

وقد يكون المدافعون عن حقوق الإنسان ذكورًا أو إناثًا، ومن مختلف الأعمار، ومن أي مكان في العالم وبكل أنواع الخلفيات المهنية وغيرها. ومن المهم على وجه الخصوص ملاحظة أن المدافعين عن حقوق الإنسان لا يعملون في إطار المنظمات غير الحكومية والمنظمات الحكومية الدولية فحسب، بل يمكن أن يكونوا في بعض الحالات موظفين حكوميين أو موظفين في الخدمة المدنية أو من العاملين في القطاع الخاص.[1]

وبناءً عليه، فإن المدافعين عن الحقوق الثقافية هم من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يسعون إلى القضاء على انتهاكات الحقوق الثقافية وتعزيز احترام هذه الحقوق وحمايتها وإعمالها. ويمكن أن يكونوا من الخبراء والنشطاء والأشخاص العاديين الذين يعملون في مجال الدفاع عن الحقوق الثقافية، وقد يتخصصون في العمل لتحقيق هذه الغايات، ومن الممكن حتى اعتبار بعض المؤسسات الثقافية مدافعة عن الحقوق الثقافية، أو قد تعمل على هذا النحو من دون تعريف نفسها بهذه المصطلحات.

التقرير بشأن المدافعين عن الحقوق الثقافية (2020)

الهدف من تقرير العام 2020 (A/HRC/43/50) هو إذكاء الوعي بعمل المدافعين عن الحقوق الثقافية وتعزيز ما يلقونه من اهتمام وما يقدَّم إليهم من مساعدة. ويتضمّن التقرير ما يلي:

  • تعريف المدافعين عن الحقوق الثقافية؛
  • لمحة عامة عن أنواع شتّى من أعمال حقوق الإنسان التي يشاركون بها؛
  • مناقشة التحديات والمخاطر التي تعترضهم؛
  • الإطار القانوني الدولي الذي يستند إليه عملهم؛
  • توصيات محدّدة بشأن كيفية الاعتراف بهم ودعمهم وحمايتهم على نحو أفضل.

الاستنتاجات والتوصيات الرئيسية

عند تعريف المدافعين عن الحقوق الثقافية، تشير المقررة الخاصة إلى المجالات الموضوعية المختلفة للحقوق الثقافية، ومنها المشاركة في الحياة الثقافية والتعبير الفني والحريات العلمية والممارسات الثقافية واللغة والتراث، والطرق المختلفة التي يمكن للأفراد والجماعات المشاركة فيها في الدفاع عنها (الفقرة 8).

وتشدّد المقررة الخاصة على أن الدفاع عن الحقوق الثقافية لا يساهم في حماية وتعزيز جميع حقوق الإنسان المترابطة والمتشابكة فحسب، بل أيضًا في تحقيق خطة التنمية المستدامة والاستجابة الفعالة لحالة الطوارئ المناخية. إلاّ أنّها تشير إلى أن هذا العمل، ومن يقومون به، غالبًا ما لا تلحظه المعايير العالمية الخاصة بالمدافعين عن حقوق الإنسان (القسم الثالث). وتوصي بإذكاء الوعي بالحقوق الثقافية والتنوع الثقافي وإدماج من يدافعون عنها بشكل أكثر انتظامًا في جميع آليات التمويل وحماية حقوق الإنسان.

وتذكر المقرّرة الخاصة في تقريرها أنّ التهديدات والمخاطر التي تواجه جميع المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب عملهم هي نفسها، كما تسلط الضوء على خصوصيات الدفاع عن الحقوق الثقافية، الناتجة عن الطبيعة الحساسة للموارد الثقافية وانعدام ثقة البعض بالتنوّع الثقافي (القسم الرابع). وتوصي الدول بإجراء عمليات تقييم وطنية لقدرة المدافعين عن الحقوق الثقافية على أداء عملهم بحرية، بالاقتران مع المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان والمدافعين عن الحقوق الثقافية والخبراء، وبتحديد العقبات وتطبيق سبل الانتصاف اللازمة.

كافة توصيات التقرير

أحداث ومواد ذات الصلة

  • مداخلة مصوّرة للمقررة الخاصة في حدث "الاحتفال بالحياة" الذي نظمته جمعية مسلمون من أجل قيم تقدمية، تكريمًا للمدافعين المسلمين عن حقوق الإنسان، 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 2020.
  • مداخلة المقررة الخاصة خلال الطاولة المستديرة 2 وإدارتها (انطلاقًا من الدقيقة 2:10:18)، ضمن إطار التدفق العالمي نحو الملاذات الآمنة، "مانحو الموارد وصناع السياسات في المجالات المرتبطة بحرية التعبير الفني وحماية الفنانين المعرضين للخطر والدفاع عنهم"، 3 كانون الأوّل/ ديسمبر 2020.
  • مؤتمر للمقررة الخاصة بعنوان "الدفاع عن الحق في حرية التعبير الفني"، ضمن إطار مؤتمر الفن في خطر، "العمل الإبداعي في سياقات صعبة"، من تنظيم artasfoundation، زيورخ، سويسرا، في 28 شباط/ فبراير 2020
  • اجتماع الخبراء، نيويورك، 22 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019.
  • مشاورات مع خبراء أوروبيين حول حالة المدافعين عن الحقوق الثقافية، نُظمت ضمن إطار معرض فرانكفورتر للكتاب، بدعم من الشبكة الدولية لمدن اللجوء، فرانكفورت، ألمانيا ، 18 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019.

روابط مفيدة


الصفحة متوفرة باللغة: