النضال من أجل إعمال حقوق الشعوب الأصلية في غواتيمالا
09 آب/أغسطس 2021
ألبا فيرونيكا ياكابالكويج من شعوب المايا-كيتشا الأصلية في غواتيمالا. وشعب الكيتشا من بين شعوب المايا الـ22، ويشكل حوالى 27 في المائة من سكان غواتيمالا. تواجه الشعوب الأصلية التمييز العنصري الهيكلي وعدم المساواة، وتتعرض أراضيها للتهديد بسبب استغلال مواردها الطبيعية.
عندما كانت ياكابالكويج في الـ20 من عمرها، أدركت الإهمال الكبير الذي تعانيه الشعوب الأصلية في بلدها، فانخرطت في أنشطة دعوية مجتمعية. وأصبحت اليوم مدافعة شابة عن حقوق الإنسان، تتحدث باسم شعب وشبابمايا-كيتشا.
وقد تحدّثت ياكابالكويج مؤخّرًا خلال حلقة نقاش عُقِدَت ضمن إطار منتدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتّحدة للشباب. وهي معروفة في مجتمعها على نطاق واسع، لعملها من أجل الحفاظ على معرفة أسلاف الشعوب الأصلية كسبيل للتغلب على تغيّر المناخ واكتساب السيادة الغذائية. هذا هو النهج الذي تتّبعه من أجل تعزيز حقوق الشباب من الشعوب الأصلية والدفاع عنها.
وهي أيضًا عضو في شبكة المدافعين الشباب عن حقوق الإنسان في غواتيمالا التي أطلقتها ودعمتها مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان.
في ما بعد قصتها.
"أصبحتُ مدافعة عن حقوق الإنسان عندما لمستُ احتياجات مجتمعي. لقد شهدت تفشي إيديولوجية محافِظة، واكتشفتُ أنّ لا حيّز كافيًا لنساء الشعوب الأصلية كي يشاركن في صنع القرار.
وعلى الرغم من ذلك، تؤدّي النساء هذا الدور الحاسم في المجتمع، وأرى أنه علينا أن نبذل كلّ جهد ممكن من أجل الدفاع عن حقوق نساء الشعوب الأصلية اللواتي لا تُسمع أصواتهن.
يساعدني انخراطي مع شبكة المدافعين الشباب عن حقوق الإنسان في غواتيمالا، على معرفة المزيد عن حقوقنا والدفاع عنها. والمساحات المماثلة المفتوحة للشابات من الشعوب الأصلية قليلة جدًا في بلدي. ولكنّ هذه الشبكة تسمح لنا بأن نناقش ونعالج القضايا مع مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما المناطق الريفية حيث قلّما تُسمع أصوات الناس وغالبًا ما يتم تجاهل واقع الحياة.
سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء جهارًا على أوجه عدم المساواة المتفشية في بلدنا.
وأثرت بشكل كبير على حياة شباب الشعوب الأصلية. فَقَد خسر العديد من الشباب وظائفهم، ولم يأخذ التعليم عبر الإنترنت في الحسبان الأطفال والشباب الذين لا يمكنهم الوصول إلى التكنولوجيا والإنترنت.
كما أن الحائجة لم تضع حدًّا لاضطهاد الشعوب الأصلية المستمر في غواتيمالا، ولا لتجريم مختلف المدافعين عن حقوق الإنسان.
في عالم ما بعد الجائحة، من الضروري للغاية أن نعالج هذه التفاوتات وأن يُعامَل الجميع على قدم المساواة.
لكن الوباء أظهر أيضًا أنّه للشعوب الأصلية مجموعة متنوعة من الموارد وحكمة الأجداد. لقد كانت قادرة على مواجهة هذه الأزمة الجارفة والصمود في وجهها. ولديها ثروة من المعارف، وقد اتّحدت لدعم مجتمعاتها. واستخدمت النباتات الطبية، كما لعبت القابلات من الشعوب الأصلية دورًا مهمًا في تثقيف المجتمعات حول الوقاية من الفيروس. وتُرك العديد من العائلات من دون أي مصدر للدخل، لذلك ساهم انتعاش الممارسات القديمة مثل مقايضة السلع والخدمات، في بقائها على قيد الحياة.
من الضروري لكلّ فرد من الشعوب الأصلية أن ينخرط في العمل في مجال حقوق الإنسان.
نحن بحاجة إلى مكافحة عدم الاعتراف بالشعوب الأصلية في غواتيمالا، وإلى حماية مواردنا الطبيعية وحفظها، لأنّها تُعتَبَر مهمة للغاية لأسلوب حياتنا.
في السنوات الماضية، ركّز شباب الشعوب الأصلية على استعادة حكمة أجدادهم. فانخرطوا في الممارسات الزراعية الإيكولوجية مثل الزراعة المستدامة، التي تستخدم مزيجًا من الموارد لتعزيز الإنتاج في موازاة حمايتها الأرض. كما أنهم يستخدمون طب الأسلاف في علاج بعض الأمراض، وهو أمر بالغ الأهمية لأنه يشجع على استخدام الموارد الطبيعية داخل المجتمعات.
نحن بحاجة إلى أن ندرك حقوقنا وكيف ندافع عنها.
غالبًا ما يتعذّر الوصول إلى القوانين والمعلومات المتعلقة بحقوق الإنسان بلغات الشعوب الأصلية، لذلك نحتاج إلى نقل الرسائل والمعلومات إلى مجتمعاتنا.
لأنّه يمكن لهياكل السلطة أن تستغلّنا في حال لم ندرك ما هي حقوق الإنسان التي نتمتّع بها. نحن بحاجة إلى أن نعرف متى تُنتَهَك حقوقنا.
ويعود للشباب الكشف عن واقع الشعوب الأصلية، وتلبية احتياجاتها، وإعمال حقوقها."
إخلاء مسؤولية: إنّ الآراء والمعلومات الواردة في هذه المقالة هي آراء الأشخاص المذكورين ولا تعكس بالضرورة سياسة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أو موقفها الرسمي.
في 9 آب/ أغسطس 2021